• ADEW: An Arab Feminist Blog

    Welcome to ADEW's blog. We explore the stories and issues women in Egyptian squatter communities face daily, such as domestic violence, poverty and marginalization. We hope to explore the ways our community can empower these women, and create a lasting impact in their lives.


الثلاثاء 21/10/2014

انتشرت في الآونة الأخيرة الأخبار المتعلقة بحادثة الطفل "يوسف محمد"، الطالب بالصف الثالث الإبتدائي في مدرسة "عمار بن ياسر الابتدائية" التابعة لإدارة المطرية التعليمية، والذي لقى مصرعه في المدرسة أثناء اليوم الدراسي، وحتى الآن لم تُكشف ملابسات الحادث كاملةً، ففي البداية قيل أن "يوسف" لقى مصرعه نتيجة وقوع زجاج شباك الفصل المتهالك عليه ليتسبب في تهتك أوتار الرقبة ويُحدث نزيفاً له، وقيل أيضاً أنه تم نقله إلى مستشفى المطرية التعليمي، إلا أنه لنقص الإمكانيات واحتياجه إلى جراحة عاجلة تم نقله إلى مستشفى عين شمس التخصصي وتم إجراء عملية جراحية له إلا أن الأقدار شاءت أن يتوفى، في حين أنه وفقاً لتقرير الطبيب الشرعي أن الطفل مات جراء طعنة بآلة حادة في الرقبة، وعلى الرغم من كثرة القيل والقال في هذه القضية كعادة أية حادثة إهمال، إلا أننا في كل الحالات أمام حقيقة واحدة وهي أن الحادثة تمت داخل المدرسة، كما أننا أمام حقيقة أخرى وهي أن السبب الرئيسي لوفاة هذا الطفل البريء هو "الإهمال". فالإهمال أصبح آفة التعليم بمصر منذ سنوات عديدة مضت، ولم يعد يقتصر على المدارس الحكومية، بل إمتد أيضاً للمدارس الخاصة التي على الرغم من غلاء المصاريف الدراسية بها إلا أن بعضها يعاني من الإهمال سواء في الإشراف على الطلبة أو تهالك مرافقها والبنية التحتية لها.

وتتعدد أوجه الإهمال في مدارس مصر بكل مراحلها، وجميعنا نتذكر ما شهدته المدارس في السنوات الأخيرة من وقائع هزت الرأي العام وأصابت أولياء أمور الطلاب بالغضب والألم النفسي مما وصل إليه حال التربية والتعليم في مصر، فالإهمال والقصور لم يعد موجوداً فقط في العملية التعليمية وإنما امتد الأمر ليصل لأمن وسلامة التلاميذ داخل المدارس، وللأسف بعض وقائع الإهمال عندما تحدث نجد أنها جاءت بعد شكاوى متعددة من الأهالي أو غيرهم ولكن المسئولين يتجاهلونها حتى تقع المصيبة ويموت أو يصاب أحد الطلبة، وهو ما يعكس حالة من التراخى وانعدام المسئولية، وتعريض حياة التلاميذ للخطر، على الرغم من أن مقتل أو إصابة طفل في مدرسته أمر مخزي ومحزن ومرفوض تمامًا، ولا يمكن أن يقبله أي إنسان طبيعي سواء كان مسئول بوزارة التربية والتعليم أو غير ذلك.

وللأسف حادثة الطفل "يوسف" ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في ظل غياب أجهزة الدولة والمعنيين بالعملية التعليمية، حيث يوجد في مصر عدد كبير من المدارس لا تصلح للإستمرار في المنظومة التعليمية، لأنها تعانى من الإهمال الشديد وتردي الأوضاع، مما يشكل خطرًا على حياة الطلاب، وعلى الرغم من من تصريحات المسئولين بتجهيز المدارس قبل العام الدراسي الحالي، إلا أن الواقع لا يقول بحقيقة هذه التصريحات، فعلى سبيل المثال ووفقاً للأستاذ/ عبد الناصر إسماعيل -رئيس اتحاد المعلمين- هيئة الأبنية التعليمية مطلوب منها بناء 694 سورًا للمدارس لم تنتهِ سوى من 3 فقط.

إننا أمام العديد من التساؤلات في هذا الصدد أهمها: من المسئول ومن سيُعاقب وما هي العقوبة العادلة في هذا الشأن؟ .. إن المسئول الأول هي وزارة التربية والتعليم، فهي المسئولة عن متابعة أعمال هيئة الأبنية التعليمية المنوط بها الإشراف على أعمال الصيانة بالمدارس، والهيئة "هيئة الأبنية التعليمية" أيضاً مسئولة، فلماذا لم يتم الإنتهاء من أعمال الصيانة في أكثر من مدرسة في الموعد المحدد لبدء الدراسة على الرغم من أن موعد بدء العام الدراسي لم يكن مفاجيء؟ .. والأهم من كل هذا، ما هي الضمانات التي ستمنع تكرار وقائع الإهمال تلك؟ وما هي خطة الوزارة لتفاديها ومنع حدوثها في المستقبل؟

إننا نطالب بتحقيق واسع لمعرفة السبب الحقيقي وراء موت الطفل "يوسف"، كما نطالب بمعاقبة عادلة وحقيقية للمسئولين عن هذه الحادثة وغيرها، فلا يكفي إيقاف أو حتى فصل مدير المدرسة أو مشرف اليوم أو مسئول الصيانة ليخفف هذا عن الأم والأب المكلومين الذين فقدوا الابن/ة، والتعويض المادي ليس الحل.

ونطالب السيد وزير التربية والتعليم بوضع رؤية واضحة للمنظومة التعليمية ككل، وعلى رأسها منظومة الأبنية التعليمية نظراً لإرتباطها الوثيق بحياة التلاميذ الأبرياء، ولابد من الإستعانة في هذا الأمر بالمتخصصين في المجال، على أن يتم اختيارهم بناء على معايير محددة، لكي يضعوا حلولاً وبدائل لمنع تعرض الطلاب للأذى وتعريض حياتهم للخطر. وهنا لابد أن نشدد على أهمية خلق أدوات للرقابة والتأمين الجيد في المدارس المصرية، فالوزارة ملتزمة أمامنا بحياة وأمن حوالي 17 مليون طالب وطالبة.

وفي هذا الصدد نشدد على أن المجتمع من الممكن أن يساهم في حل هذه المشكلة، حيث يمكن الإستعانة برجال الأعمال والشركات للقيام بمسئوليتهم الاجتماعية للمساهمة في تطوير البنية التحتية للمدارس في مختلف المحافظات المصرية، ويمكن أيضاً الإستعانة بالمجتمع المدني والجمعيات الأهلية لتسهيل هذا الأمر وللإشراف عليه، ويأتي مقترحنا هذا من واقع خبرتنا كجمعية أهلية في هذا المجال، حيث نقوم بمشروع يدعى "مدرستي" أحد أهدافه تطوير البيئة التعليمية بإحدى المدارس في أحد المناطق العشوائية من خلال مكونات عدة، أحدها تطوير البنية التحتية لإحدى المدارس.


وإذ نناشد السيد رئيس الجمهورية لسرعة البت في هذه القضية التي لا تمس فقط حياة أطفال لا ذنب لهم، ولكنها تمس أسر كاملة، وتمس المجتمع ككل، وقد وعدتنا سيادتكم أن التعليم سيكون من القضايا ذات الأولوية على أجندتكم ، ولهذا فنحن في إنتظار أن يتحقق هذا بالفعل، فالتعليم كالماء والهواء كما تعلمنا قديماً، ولكنه الآن صار في مدارس عديدة سبب لموت وإصابة الأبرياء نتيجة للإهمال.

وإذ نؤكد على جيمع المسئولين عن المنظومة التعليمية في مصر، أنه فى ظل استمرار هذه الأوضاع الخاطئة، وإفلات الجناة من العقاب، ستكون النتيجة هى إستمرار مسلسل سقوط الطلبة قتلى ومصابين نتيجة للإهمال والقصور المضاف إليه إنعدام المساءلة والمحاسبة، وغياب الإدارة الرشيدة. فمن فضلكم لا تكتفوا بأن يكون شعار "مدرستي جميلة ..نظيفة .. متطورة" هو مجرد شعار مستهلك وفقط!


جمعية نهوض وتنمية المرأة

0 Response for the "بيان جمعية نهوض وتنمية المرأة حول الإهمال في المدارس.. حياة أبنائنا في مدارس الموت.. ماذا ينتظرهم بعد؟!!"

Search

Sponsors