جاءني شعور قوي وأنا أشاهد بعض القنوات الفضائية أن
مفهوم الحرية لدينا في مصر أصبح "سداح مداح" فللأسف معظم الإعلاميين
يظنون أنهم يقلدون الغرب ويطالبون بحرية لا حدود لها مخدوعين أن ذلك هو ما يحدث في
الغرب على الرغم من أن الذي يدقق يعرف جيداً أن الإعلام الغربي لديه حرية تقف عند
حدود حرية واحترام الآخرين ولديهم الكثير من الخطوط الحمراء التي تتعلق بأجندات
وسياسات دولهم، فلا يوجد لديهم ما يسمى بالحرية المطلقة، فمصالح بلادهم تفوق أي
مصلحة شخصية أو حقوق فردية، وما يؤكد ذلك تصريح ديفيد كاميرون رئيس وزراء انجلترا
السابق حين قال: "لا تحدثني عن حقوق الإنسان حين يتعلق الأمر بالأمن القومي"،
فللأسف نحن نقلد المظهر وليس الجوهر.
وللأسف هذا الوضع ليس في الإعلام فقط ولكنه أصبح أسلوب
حياة لكثير من المصريين، فنجد المواطن المصري بملامحه الجادة وجسده البدين وشعره
المموج يرتدي تي شيرت وبنطلون ساقط ويربط شعره لكي يصبح "كوول" وهو
تقليد أعمى فالمصري مميز بملامحه ولا يحتاج أبداً لأن يحول نفسه لمسخ غربي لكي
يكون مميزا.
كذلك المرأة المصرية التي تتميز ببشرتها الخمرية نجدها
تصبغ شعرها باللون الأصفر وترتدي عدسات لاصقة ملونة لتتحول إلى أجنبية وهو ما
يتنافر تماماً مع ملامح وجهها ولون بشرتها ولكنها مثلها مثل الجميع تريد أن تكون
أجنبية! تقلد دون وعي أو فهم.
فللأسف لا يوجد لدينا عقول كافية مبتكرة أو مبدعة، تفكر
فيما تريد وتصنع ما تريده بل لدينا عقول كثيرة تقلد فقط وياليتها تحاول تقليد
الجوهر الجيد بل كل ما نقلده هو المظاهر التي لا تتناسب معنا، وحتى الذين يرفضون
الغرب ويتجهوا إلى الإفتخار بالدين الإسلامي نجدهم يقلدوا مظاهر خارجية فقط دون
الإلتزام بتعاليم وقيم الدين الإسلامي الكريم فيهتمون بأن يرتدوا جلبابا قصيرا
ويربوا ذقونهم ولا يهتموا بأن ينفذوا تعاليم الدين الإسلامي في السماحة والبشاشة،
فيتحولون إلى الصور التي كانت تنقلها لنا الأفلام العربية لكفار قريش، ونسوا أنهم
بذلك شوهوا صورة المسلم والإسلام فأصبحت صورة المسلمين مرعبة في الأذهان.
وبالتالي من الطبيعي أن نجد كثيرا من وسائل الإعلام وبعض
الإعلاميين أيضاً ينتهج نهج التقليد الأعمى ويفقد أهدافه فهو جزء من الوطن
وبالتالي يتأثر بكل ما يتأثر به الآخرون.
فأنا درست في دول الفرنجة "الدول الأوروبية" ويسميها
البعض"دول الكفار"، فدرست علوم السياسة والاقتصاد والاجتماع والسياسات
الدولية في جامعات أمريكية، وحصلت على درجة الدكتوراه في Development Anthropology "التنمية" من
إنجلترا، هذا بخلاف حصولي على نوعين من الزمالة واحدة في جورج تاون وأخرى في
برنستون، فكانت الأولى عن الدراسات العربية في الشرق الأوسط والثانية عن public policy "السياسات
العامة"، كما قمت بإجراء دراسات حرة طوال هذه السنوات في Mass communication "الإعلام
والاتصال" أى الاتصال بين الشعوب وهذا هو أساس فكرة الإعلام.
ولهذا أود أن أوضح بعض المفاهيم وتاريخها كما درستها
فعلاً لأني اعتدت أن أنقل المعلومات التي أثق منها وأقرأها بنفسي ولا أردد كلاما
سمعته من بعض الإعلاميين أو من أحد أصدقائي مهما بلغت ثقتي به.
فسوف أبدأ بالتعريفات وتاريخها فمصطلح علم الإعلام أو Mass communication يعني كيف
تتواصل لتصل لعامة الشعب، كيف تقوم بتوصيل فكرة أو مفهوم أو معلومة لهم، وقد بدأ
الإعلام في الدول الرأسمالية وكان هدفه واضح وصريح وهو كيف نوصل معلومة لمجموعة
كبيرة من البشر لكي نغير أفكارهم، وهذا يعني عدم وجود الإعلام المحايد، فاختيار
الإعلامي للمعلومة نفسها وتركيبة الجملة والخبر وكيف يلقيه جميعها تجعل الخبر أو
المعلومة المنقولة غير محايدة.
واستغل السوق الرأسمالي هذه الأداة لكي يخلق Consumerism "ثقافة استهلاكية "لدى
الشعوب، وليس هذا فقط بل عملت على تحديد مقاييس الجمال لدى النساء والرجال وخلق
الموضة، واكتشفوا أنها أفضل طريقة لتغيير أذواق الشعوب حتى في نوعية الطعام، ثم تم
استغلال هذه الأداة الخطيرة (الإعلام) من قبل السياسيين والحكام من أجل السيطرة
على شعوبهم. ومن أشهر زعماء العالم الذين استخدموا الإعلام "جوبلز" وهو
وزير الدعاية النازية وهو أحد أبرز من وظفوا واستثمروا وسائل الإعلام في الحرب وهو
صاحب شعار (اكذب اكذب حتى يصدقك الناس)، فكان يعتمد جوبلز على الإعلام للترويج
للنازية، ولتحطيم الخصوم، ويعد جوبلز من أوضح الأمثلة التي تبين أن من يملك وسائل
الإعلام يملك عقول الشعوب ويستطيع أن يتحكم في الحروب دون سلاح.
ويؤكد نفس هذا الكلام ما تناوله كتاب Manufacturing of Consent للكاتب Naom Chamosky حيث وضح من
خلاله كيف أثرت صناعة الإعلام الأمريكي علي شعبها خلال حرب فيتنام وكوريا، وكيف
كان الإعلام غير صادق ولا مهني ولكنه كان عبقري في رسم صورة عن الحروب لتخدم أهداف
هذه الدول وحكامها.
ومن جانب آخر نجد أن هناك اتفاق غير ملموس بين كل وسائل
وقنوات الإعلام عن الخطوط الحمراء ومسائل الأمن القومي فيما يتعلق بالقضايا التي
تمس مصالح أمريكا وإسرائيل ولكن بشكل مهني مما يعطي انطباعا أن هناك حرية إعلام،
فمثلاً تجد برامج تسخر من رئيس الجمهورية لكن لا تذكر أبداً الحرب ضد أفغانستان
ولا تجد قناة واحدة تستطيع أن تشكك في كل ما هو عن الهولوكوست وإن ذكرت يتم
استخدام الكلمات العامة والمبررات التي لا تدين الغرب.
وجميعنا رأى كيف صورت ترسانة الإعلام الغربي لنا عدة
أحداث خاصة بالدول العربية لتنفذ مخططاتها، حيث بدأوا بصدام حسين والزعم أن لديه
أسلحة نووية ومن ثم احتلوا العراق أمام مرأى ومسمع من العالم بأكمله بحجج واهية،
وهو ما يتكرر الآن في سوريا، وهو نفس الأمر الذي كان مرتبا أن يحدث لمصر ولكن نحمد
الله أننا اكتشفنا هذا المخطط سريعاً، ولذلك نجد يومياً مقالة في الصحف الغربية
للتأكيد على أن ما حدث لمصر هو انقلاب عسكرى، وهو ما يمكن وصفه بأنها مواد إعلامية
تهدف لإغتيال صورتنا أمام العالم Character
Assassination.
ولعل من أبرز الأمثلة التي توضح صدق كلامي تغطية الإعلام
الغربي لأي حادثة إرهابية كانت تحدث للمسيحيين في مصر أيام الرئيس المخلوع محمد
حسني مبارك، وكيف تناولوا حرق أكثر من 80 كنيسة علي يد الجماعة الإرهابية عقب فض
اعتصامي ربعة والنهضة.
فبعض وسائل الإعلام الغربي يتفنن في بث السم في العسل،
وأن يصور للمشاهد أو القارئ دائماً بأنه محايد ويقف بجوار المغلوب على أمره،
فأتذكر أنني قرأت مقالا لأحد الكتاب الأمريكيين كتبه أثناء انتخابات الرئاسة
المصرية وذكر أنه نزل إلى منطقة ريفية في مصر ووجد صور السيسي معلقة علي الجدران
والعمارات، وذكر أنه أثناء حديثه مع أحد الأشخاص في المنطقة اكتشف أنه كان عضواً
في الحزب الوطني ثم ربي ذقنه في أيام حكم الإخوان، والآن هو مؤيد للسيسي، وهذا هو
السم في العسل فقد اختار الكاتب هذا النموذج تحديداً ليظهر للرأي العام أن جميع
مؤيدي السيسي من المنافقين، كما ذكر الكاتب نموذجا آخر لسائق تاكسي ينتمي لجماعة
الإخوان قرر أن يكون من أنصار السيسي حتى يتجنب ممارسات الشرطة القمعية في مصر،
كما أضاف الكاتب بعض الجمل الاعتراضية في آخر المقال ليتهكم بها على جيشنا من
خلالها.
فهذا الصحفي لم يذكر غير نموذجين قام باختيارهما بعناية
ليعكسا وجهة نظره وما يريد هو أن يقوم بتوصيله للرأي العام، لم ير هذا الصحفي صور
السيسي بجوار صور جمال عبد الناصر المعلقة في منازل الغلابة، لم ير فرحة المصريين
وهم يقومون بالاستفتاء على الدستور ويهتفون لجيشهم بنغمات الأغاني الوطنية، لم ير
مسيرات الحب والتأييد التي قام بها المصريون من أجل ترشح الرئيس عبد الفتاح السيسي
للرئاسة، فقد تجاهل كل هذا واختار ما يخدم أجندته وأجندة دولته، وهذه هي الحبكة
الإعلامية التي يحترفها الغرب ففي الظاهر الصحفي يروي قصصا إنسانية لكن في الواقع
هو يروي ما يخدم أجندة دولته.
حتى جريدة الواشنطن بوست نشرت منذ أيام قليلة مقالا عن
أن السيسي هو الشخص الوحيد الذي استطاع رفع الدعم عن الطاقة دون أن تقوم ثورة
شعبية ضده، ووصفته المقالة بأنه شخص مسيطر مثل محمد على، وأرجعوا هذا إلى أن جميع
مؤسسات الدولة مع السيسي وتسانده لأنه أنقذهم من نظام الإخوان، وليس بسبب حب الناس
للسيسي ودعمهم له، حتى أنهم أكدوا على أن الجيش يدعم السيسي بشكل أكبر من دعمه
للزعيم جمال عبد الناصر، ولم يتطرقوا لإعلامنا الذي يقوم بالندب ليل نهار على أى
حادثة أو مشكلة تحدث بمصر.
والسؤال هنا لمن يتشدق بحرية الإعلام في الغرب، هل سمعت
في يوم أن الإعلام الأمريكي طلب الخطة الفنية العسكرية لضرب الإرهاب؟ هل سمعنا عن
خطة Homeland Security وهي خطة أمن
الدولة الخاص بهم، هل سمعنا عن ما حدث بعد اشتباك الجمهوريين مع الديمقراطيين
والتي على أثرها تم إغلاق الدولة أكثر من 17 يوماً وخسر الشعب مليارات الدولارات؟
هل رأيناهم يسيئون لأحد من الوزراء ويتعمدون إهانته بأسلوب غير محترم كما يحدث في
برامج التوك شو؟ حتى برنامج جون ستيوارت الذي يقوم الأخ باسم يوسف بتقليده يقوم
على التحدث على مواقف حدثت وليس إهانة جيش أو شرطة البلد، هل ظهر أيام صدام ولو
إعلامي واحد يقول إن العراق ليس بها أسلحة كيميائية؟ على الرغم من اكتشاف الجنود
الأمريكان لعدم وجود أسلحة بالعراق ولكن لم تنشر قناة من قنواتهم هذه الأخبار بنفس
الإستفاضة التي حدثت أثناء هجومهم على صدام، هل وجدت أى وسيلة إعلامية لديهم تتحدث
عن أسرار حادثة بنغازي؟ هل ذكرت أى وسيلة لديهم مساندة الأمريكان الكبيرة للإخوان؟
هل تعرف شيئاً عن سيدة أمريكية سوداء قامت الشرطة بقتلها لأنها اصطدمت بحاجز خاص
بالبرلمان الأمريكي وهربت فأطلقت الشرطة عليها النار، وأمثله غيرها كثيرة.
ولا أريد أن يظهر شخص ويقول لا تقارني وضعنا بوضعهم، كيف
لا أقارن وأنتم ترونهم المثل الأعلى الذي يجب أن يحتذى به في حرية التعبير والرأي؟
هل تعرف ماذا سيحدث لك إذا مارست أي عمل خيري بدون تراخيص؟ أريد من أى شخص أن يخوض
تجربة إنشاء جمعية في أمريكا وأن يقرر إرسال تمويل لسوريا، وقتها سوف تعرف حدود
الحرية الممنوحة لك في بلد الحريات، أو جرب أن تقوم بعمل تدريبات للسود في أمريكا
بدون ترخيص أو إذن، وإمدادهم بالتمويل بهدف حصولهم على حقوقهم، وقتها فقط سوف
تستطيع أن تحدد الخطوط الحمراء الموجودة داخل أمريكا ولا يظهرها الإعلام، هل تعلم
أيضاً ماذا سيحدث لك إذا شاركت في مظاهرة بدون الحصول على التصريح؟، صدقني عزيزي
القارئ الحرية المطلقة الخارقة للقانون التي يضحكون بها علينا ما هي إلا كلمات
رنانة تهدف في الأساس إلى هدم الدولة وإشاعة الفوضى بها.
ولكن دعونا من هذا لنعود إلى الإعلام والدور المخزي الذي
يقوم به للأسف بعض وسائل الإعلام المصري فهو لا يراعي الظروف التي تمر بها الدولة
ولا يوجد لديهم خطوط حمراء للحفاظ على الأمن القومي، كما أن بعض وسائل الإعلام
المصري للأسف أيضاً لا يراعي المعايير المهنية والأخلاقية في اختيار الضيوف بل
يسبح مع الموجة، وقاموا بالتهليل والتطبيل لكل من أتى للسلطة، ففي أيام الثورة كان
الإعلام بأكمله متجهاً إلى استضافة الشباب الثوري وكل من يدعي أن له علاقة
بالثورة، بصرف النظر عن آرائهم وطريقة حوارهم، وفي أيام حكم الجماعة المحظورة كانت
بعض القنوات تستضيف صفوت حجازي وعصام العريان وخيرت الشاطر وأبو إسماعيل.. وغيرهم
مما جعل من هؤلاء نجوم مجتمع، وجميع هؤلاء الإعلاميين وهذه البرامج ساهمت على نشر
أفكارهم المغلوطة والمشوهة دون مراعاة الصالح العام، فأستطيع أن أقول وبلا تردد أن
بعض من قنوات إعلامنا محدثة حرية فليس هناك مراجعة ولا محاسبة لأي لغة يقومون
باستخدامها ولا يوجد أي خطوط يقفون عندها.
ولعل الإعلامي الوحيد الذي وجدت لديه الوعي والمعرفة
وكان يقوم بتحليل كل صغيرة وكبيرة هو إبراهيم عيسي، فعلى الرغم من أني كنت لا أحب
أن أشاهده قبل الثورة لأسباب شخصية إلا أن مواقفه بعد الثورة وخوفه على مستقبل مصر
الذي جعله يسبح ضد التيار في أوقات كثيرة جعلني أحترمه وأقدره، فهو الوحيد الذي
عرض لتاريخ الجماعة الأسود الدموي، ومع أن الإعلامي باسم يوسف الذي أستطيع أن أحلل
سبب حب الناس الوحيد له وهو أنه انتقد الإخوان وسياستهم ومع ذلك للأسف انخدع في
مفهوم حب الناس وبرر انسحاب الناس عنه بأن الدولة تحاربه.
وطبعاً لا أحد يستطيع أن ينكر أن هناك إعلاميين كثيرين
دعموا الإخوان وعملوا على تنجيم المنتمين لهذه الجماعة وكانت كافة حواراتهم تدور
حول المرأة وقوانين الأحوال الشخصية والفتاوى الغريبة التي كانت تخرج عنهم ولا
أتذكر إعلاميا مشهورا قام بمحاورتهم بشكل جدي حول خططهم الاقتصادية ورؤيتهم في
تطوير الدولة.
لكن الأخطر الآن لما صحيفة تكتب "قتل جنود" وتصفهم
أنهم قتلى وليسوا شهداء، وعندما يتحدثون عن الإخوان يقولون أنصار مرسي بدلاً ما أن
يقولوا إخوان أو إرهابيين، فهذا التلاعب بالألفاظ مقصود لأن الكلمات تشكل الوجدان.
عندما نرى أحد الإعلاميين المشهورين يتكلم بأسلوب غير
مناسب مع وزير ويبرر بأنها حرية الإعلام، أو يستضيف إرهابيا يرغب في عمل ثورة
مسلحة، كيف يقوم إعلامي بهذا كيف ينشر فكرة ويروج لها، حتى إذا كان هدفه أن يهاجمه
في الحوار، فمجرد استضافته يعني تلميعه ونشر فكره بشكل كبير، وكل ما يقوم صاحب
قناة بغلق برنامج على المذيع يكون السبب الدولة أو السيسي، على الرغم من أن
الأسباب عادة تكون لها علاقة بالمصالح العليا الخاصة بالمعلنين لأن أصحاب القنوات
ما هم إلا رجال أعمال يهتمون بمشاريعهم وزيادة نسبة الإعلانات في قنواتهم ليس أكثر،
فليس من الطبيعي أن نصدق القصص الواهية التي تنسج عن بطولاتهم الخارقة، إذا أردت
أن تحكم بشكل صحيح فإنزل للشارع وقم بعمل استطلاع رأى حول رأى الناس فيهم ومدى
شعبيتهم الحالية وسوف تجد الإجابة الحقيقية.
فيجب على الجميع أن يعلم أننا الآن في حالة حرب، ويجب
علينا التوحد وتقوية الجبهة الداخلية وليس الهجوم عليها، فمن الغير مقبول الآن أن
يقوم الإعلاميين بالهجوم غير المبرر على المسئولين بدون تحليل وبدون معرفة الأسباب
الحقيقية وتحليل ما يحدث بشكل واقعي، فهل يعقل يا سادة أن يقوم رجل ملتحٍ بجعل
زوجته المنتقبة تلد طفلها في الشارع ويقوم بتصويرها، ومن أين عرفتم وتأكدتم أن
المستشفى رفض أن يستقبل السيدة لقلة الإمكانيات لديه؟ يجب أن يعلم الجميع وعلى
رأسهم الإعلاميون الذين يتحكمون في عقول الآلاف أن الحرية مسئولية والأمن القومي
مسئولية ويجب على كل شخص أن يتحمل مسئوليته خاصة في تلك الأوقات العصيبة.
وفي النهاية فإن حرية الإعلام وحرية التعبير هما عنصران
أساسيان لبناء مجتمع ديمقراطي – ولكن بشرط هو أن يكون لدينا إعلام واعٍ ومسئول
وليس إعلاما يقوم على الإثارة أو حتى يقوم على التخوين وإلقاء الاتهامات مستخدماً
ألفاظاً غير مناسبة بهدف التجريح.
فالإعلام مسئول عن الجبهة الداخلية للبلد، ومسئول عن
سلامتها وعدم انهزامها – لذلك يجب أن نقف بجانب جيشنا العظيم ونحاول أن نبني سوياً
مصر حرة ديمقراطية.
الدكتورة/ إيمان بيبرس
رئيسة
مجلس إدارة
جمعية نهوض وتنمية المرأة
0 Response for the "مقال صحفي.. رسالة إلى إعلامنا بقلم الدكتورة إيمان بيبرس"
Post a Comment