"أبدًا أبدًا لن ننكسر"
بقلم
د. إيمان بيبرس
رئيسة مجلس إدارة جمعية نهوض وتنمية المرأة
الخبيرة الدولية في قضايا النوع والتنمية
هيهات كسر مصر على أيادي هذه الدول، فلا
أعلم كيف يعتقدون أنهم قادرون على كَسرنا!، رغم ما يقرأه ويؤكده التاريخ عليهم،
بأن مصر أبدًا أبدًا لن تنكسر، فمهما زاد حجم المؤامرات والخطط التي تحاك للنيل من
مكانة مصر واستقلالها؛ فإننا بمعية الله وإخلاصنا لوطننا سنصمد وسنبقى في مكانتنا،
أما هم ومؤيديهم فسيذهبون إلى قاع التاريخ كسابقيهم.
ولن يكون الاستغلال السئ لحادثة "الطائرة
الروسية" هي أول أو آخر محاولاتهم للإيقاع بمصر تحت سيطرتهم، كما تُظِهر
مخططاتهم الخفية دائمًا، وستستمر هذه المحاولات دائمًا وأبدًا، وسيستمرون في
فشلهم، وسنستمر نحن في قوتنا وصمودنا
وعنادنا.
فعندما انفجرت الطائرة الروسية، استبقت العديد من الدول
نتائج لجنة التحقيق الدولية، واستندت على فرضية أن يكون السبب وراء سقوط الطائرة هو
تنفيذ "عملًا إرهابيًا؛ وذلك في محاولةً منهم لإظهار عدم سيطرة مصر على سيناء،
وإعطاء ذريعة لتدخل دولي ما في هذه المنطقة الحرجة، ولو عدنا بالأحداث وراء
قليلًا، لوجدنا أن مصر سبق وأن رفضت مساعدة الناتو وأطراف عديدة في حربها على الإرهاب
في سيناء، وأعلنت أن الجيش المصرى قادر على المهمة، فلماذا رفضنا إذن؟.. لأننا
نعلم أنه لو كنا قد قبلنا مساعدتهم في الحرب على الإرهاب، لحتل تنظيم داعش سيناء بمساعدتهم
أنفسهم، وكل ذلك من أجل مشروعات إسرائيل في سيناء، وسيناريو أمريكا القديم لحل القضية
الفلسطينية على حساب أرضنا "سيناء"، ولكن جيشنا العظيم نفّذ المهمة بنجاح،
وتم ردم الأنفاق والسيطرة على الحدود، وحصار العناصر الإرهابية، ولكن هناك أيادٍ
بالتأكيد لن يرضيها ما حدث، وستحاول زعزعة الأمر برمته، حتى يصبح هناك زريعة
للتدخل في مصر.
لذا سارعت بريطانيا التي لا ناقة لها ولاجمل في الحادث بإعلان
وقف الطيران إلى شرم الشيخ، وإجلاء كافة رعاياها من هناك، وإعلان مثل هذا القرار
يفتقر لكل أنواع اللياقة في ظل استضافتها لرئيسنا السيسي، ثم تبعتها عدد من الدول،
بحجة أن مصر غير آمنة وبها أعمال إرهابية، رغم أن هناك عدد من الأمور تدحض هذه
الفكرة من الأساس، منها، أن حقائب المسافرين لم تمس بأي ضرر يفيد حدوث إنفجار أي
قنبلة، كما تبين المؤشرات أن سبب وفاة عدد كبير من الضحايا هو الاختناق بغاز أول أكسيد
الكربون الناتج عن الحريق، حيث لوحظ ظهور علامات الاختناق على الجثث من خلال تغير لون
الجسد، كما لا يوجد أي وفاة بسبب انفجار، ولا توجد جثامين بها شظايا انفجارية، بما
يؤكد أن الطائرة حدث بها حريق في أحد الأجزاء قبل سقوطها على الأرض.
ثم قامت روسيا بتعليق رحلات الطيران من وإلى مصر خلال
هذه الفترة، ولكنها تراجعت في وقتٍ لاحقٍ عن هذا القرار بعد التنسيق بين الرئيسين
السيسي وبوتين، والتحليلات السياسية تثبت أن اتخاذ روسيا لهذا القرار ليس معناه
أنها تلغي تحالفها مع مصر، ولكن هذا الموقف جاء بعد تصريحات الإدارة
الامريكية وموقف إنجلترا وسحب رعاياها، فلم تكن محاولات الآخرتين إلا لإحراج الحكومة
الروسية أمام الرأي العام الروسي، وبالتالي فما حدث من روسيا حصل رد فعل طبيعي أمام
شعبها؛ فروسيا تعي جيدًا أهمية تحالفها مع مصر حاليًا كأهم دولة إقليمية في
المنطقة.
فالخلاصة
يا عزيزي القارئ أن ما حدث ما هو إلا مخطط "رخيص" من أمريكا وإنجلترا
لضرب التحالف المصري الروسي، بعد نجاح مصر في السيطرة على سيناء من العناصر
الإرهابية واستعادتها لمكانتها الطبيعية تحت ريادة الرئيس/ السيسي، وبعد نجاح
روسيا في فرض سيطرتها على المنطقة وضربها لعناصر تنظيم داعش داخل سوريا، وبالتالي إعادة رسم خريطة المنطقة.
وبعد أن رصدنا وحللنا سويًا عزيزي القارئ، ما هو دورنا
نحن كمصرييين في هذه القضية؟ وما يتحتم علينا فعله حتى نساند بلدنا لإسقاط
مخططاتهم؟.. فالبنسبة للموقف الخارجي والسياسة الدولية، فمصر لديها جهاز دولي
خارجي، ممثل في سيادة الرئيس/ السيسي، ووزارة
الخارجية، وجهاز المخابرات العامة، وهم قادرون كعهدهم دائما على الرد على هذه
المخططات بإسلوبٍ قوي، ويكفينا أن قول أنه طالما أن دول مثل: "أمريكا
وإنجلترا وقطر وتركيا والناتو" ضدنا؛ فنحن في الطريق الصحيح"، وما
علينا إلا مهمتين، أولهما: أن نقف جانب وطننا وندعمه خلال هذه
المرحلة الحرجة، وأن يتغاضى البعض من مطالبهم الفئوية مؤقتًا، وأن نتخلى عن الطاقة
السلبية وانتقادنا الدائم الغير مبرر في بعض المواقف التي تحدث، وألا ننساق بشكلٍ
أو بآخر وراء ما يبثه المخربون في الأجواء ضد وطننا وسمعته، وثانيهما: أن ندعم
حركة السياحة في شرم الشيخ بكل ما اوتينا من قوة وجهد ومال، فعلينا تشجيع السياحة
الداخلية إليها، ونستمتع بمناظرها وطبيعتها الخلابة. فــ #كلنا_مع_ مصر بالأفعال والمواقف التي
سيذكرها لنا التاريخ.
0 Response for the ".إيمان بيبرس تكتب / "أبدًا أبدًا لن ننكسر""
Post a Comment